السيد عدنان بن علوي الموسوي نسبه وأسرته ومولده: هو العلامة السيد عدنان بن علوي آل عبد الجبار القاروني الموسوي ويتصل نسبه الرفيع بالسيد إبراهيم المجاب ابن الإمام موسى الكاظم (ع)، وأصل أسرته العلمية (القاروني) من توبلي إحدى القرى الشهيرة، ولكنه من مواليد البلاد القديم سنة 1302هـ-1884م على أقرب وجه.
أحواله الدراسية والعلمية :
]أساتذته:
](( قرأ المقدمات على فضلاء عصره والعلماء الكبار، منهم خاله العلامة السيد علوي السيد حسين، ثم هاجر إلى النجف الأشرف في سن مبكرة ولشدة ذكائه وحضور ذهنه تقدم في دراسته سريعا، فتلمذ على يدي الشيخ هادي الشيخ عباس كاشف الغطاء، والشيخ ضياء الدين العراقي والفيلسوف العالم الكبير الشيخ عبد الكريم الزنجاني، بعد ذلك حضر أبحاث الشيخ ميرزا حسين النائيني والسيد أبي الحسن الأصفهاني المرجع الأعلى في عصره والشيخ محـمد رضا آل يس (وهؤلاء الأعلام هم خيرة مراجع النجف في النصف الأول من القرن الرابع عشر).
وصار له نبوغ في علم القواعد والمنطق والأصول والفقه والرياضيات وعلم الفلك، وفاقت محاضراته نشاطات من عاصره وباحثه وناظره في جو علمي مزدهر، وفي ظل استقرار الحوزات العلمية آنذاك وصار بعد ذلك من كبار المدرسين وكثر حوله الطلاب والمريدون.
عودته الأولى إلى البحرين
رجع من هجرته العلمية إلى موطنه وسكن في دار مولده (البلاد القديم) فالتحق به جملة من الطلاب ليستقوا من منهله، منهم الشيخ العلامة محمد علي المدني الذي كان صديقا وصاحبا له وتربطه به علاقة نسب، وكان سبب عودته إلى البحرين هو تجديد العهد بوالدته العابدة الزاهدة بعد اقترانه بالمحمرة بابنة خاله السيد علوي السيد حسين القاروني سنة 1327هـ.
هجرته للنجف مرة أخرى
استأنف الرحلة إلى النجف بالعراق مرة أخرى للمزيد من التحصيل ولحضور الأبحاث الخارجية مع أساطين العلماء في تلك الحقبة التاريخية في حدود سنة 1329هـ - 1911م.
ورافقه صاحبه وصديقه الشيخ محمد علي المدني، وأقاما في النجف حتى نهاية عام 1334هـ، في السنة التي احتلت بريطانيا العراق بعد انتصارها على الدولة العثمانية، والظاهر أن سبب عودتهما هو سوء الأوضاع السياسية وتوتر الأوضاع من جراء تصاعد الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك فقد عادا بعد أن نالا من الإجازات والشهادات ما يثبت الفقاهة والأهلية لتولي كافة المناصب الشرعية .. وقد أقبل السيد عدنان وحظي بسمعة كبيرة وأحبه الناس فصار الموجه والمفضل والمرشد، لكثير من أهل بلده وغيرهم
يقول ابنه السيد محمد صالح [b]الخطيب الشهير أنه لما عاد والده مع صاحبه الشيخ محمد علي إلي البحرين سنة 1335 هـ ـ 1916 م، نشرت لقدومه أعلام الفرح والزينة، وأنشدت القصائد في حقه، وفي مقدمتهم صاحبه وتلميذه الشيخ محمد علي المدني، القائل في حقه قصيدة طويلة بمناسبة قدومه، من بينها هذه الأبيات:
فخرت أوال بطلعة البدر********من آل طه السادة الغرِّ
]عدنان من بلغ الكمال ومن********قد جر أذيالا على النسرِ
من راع كل الناس سؤدده********متجددا بتجدد الدهرِ
مـن سـار للعليـاء يخـطـبها********حتى سرى بالنـجـم في القفرِ
ومنها يقول أيضا :
من معشر كانوا الهداة لنا********في عالم الأرواح والذّرِ
فشريعة المختــار من شـغف********ألقـت إليـه مقــالد الأمــرِ
إنسان أعينها الوحيد وعين********أناسها أغلوطة العصرِ
]قد بذ شمس نهارها بسنا********منه اضمحلت ظلمة الكفرِ
وفي آخرها هذين البيتين :
خذها عروس الشعر في حلل********الشعرى لقطب الشرع تستقري
قـد عـاد مثل البـدء آخـرها********فخرت أوال بطـلـعة البدرِ