مما قاله الخطيب العدناني
في رثاء الخطيب الأديب الشيخ حسن بن ملا أحمد محمد زين الدين الجدحفصي
حسن بن أحمد آل زين الدين
قد فارق الدنيا لعليين
خرجت بنو جدحفص في تشييعه
وقد امتلى منها الفضا برنين
لم يبق منهم عالم أو كامل
إلا أتى التشييع غير ضنين
سمعت به العلما فعمهم الأسى
وقد ارتدوا في الخطب ثوب حزين
من آل عصفور وحرز تقتفي
آل الغريفة من بني ياسين
ما قرية إلا أتت علماؤها
من كل أباء بها وبنين
وأولو الخطابة والنيابة أقبلوا
إذ كان قائدهم بلا توهين
إذ كان في العلماء والخطباء قد
بلغ العلى في النطق والتلحين
فكأنه سبحان وائل خاطباً
والمرتضى في الفهم والتلقين
***
نشرت بنو جدحفص أعلام الأسى
لفي دار كل مبرز وهجين
و بنو الخليج له حداداً أعلنوا
لبلاده البحرين بالتعيين
وتقاطرت منها الوفود إلى العزا
فيه تعزي السين أهل الشين
و بنو المحرق للمنامة أقبلت
تبكي بدمع في العزاء سخين
كل يرى المفقود عماً أو أباً
ما شاب غثاً لحمه بسمين
شيخ قضى أيامه في خدمة
الآل الكرام بلوعة وحنين
فبنى هداهم واقتفى آثارهم
وأباد أعداهم كليث عرين
***
حتى كساه الدهر ابراد العنا
والدهر ليس على فتى بأمين
فغدا يعاني السقم في أحشاءه
كغريق بحر في فم الدلفين
من علة يسري لأخرى خاضعاً
لطبيبه في ذلة المسكين
حتى غشته من الأذى غيبوبة
حيا كميت في القتال طعين
شلوا يغذى بالعصير وجرعة
السيلان فيه وشم أوكسجين
تأتي له العواد لا تلقى سوى
جسد على ذاك السرير رهين
***
ومعزة الإنسان أن صح النهى
والجسم منه ولم يصب بطنين
إما إذا ذهبت قواه والحجى
أمسى لدى الأحياء مثل دفين
وجفته أهلوه وكل رفاقه
وبقى وحيداً دون أي قرين
والناس في العهد القديم تظن من
قد طال إغماء قضى بالحين
كم من سقيم أنزلوه إلى الثرى
حياً فمات بلحده في الطين
أما بعصر العلم هذا فالفتى
في غشوة يعنى به كجنين
يهدى إليه غذاءه من بطنه
والاكسجين يساق في العرنين
فيظل حياً حقبة من عمره
لا يختشي حتفاً لطول سنين
***
يا قوم إني لا أرى غيبوبة
إلا انتقاما كاحتسا الغسلين
هو نقمة من ذي الجلال بعبده
لكبير ذنب هد ركن الدين
فالله طوراً قد يعجل سخطه
بعصاته قبل المعاد بحين
ليجئ ذو الايمان محص ذنبه
يوم المعاد لجنة ومعين
أما المنافق فهو من غيبوبة
للموت ثم الدفن في سجين
وأرى ذي الغشوات عمت في الورى
هذا الزمان لخائن وأمين
فالظالمون يعذبون لظلمهم
والمؤمنون لوصل حور عين
صلى عليك الله يا بحر الندى
حسن بن أحمد آل زين الدين